السبت، 15 مايو 2010

النيل .. للبيع !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

من كام يوم قلت أغير شوية من روتين حياتى اليومى وأنزل أقعد عالقهوة شوية .. من زمان ماعملتش الحكاية دى .. وعنها ورحت مغير هدومى ونزلت .. كان الوقت بين المغرب والعشا وكان الجو جميل وفيه نسمة هوا باردة خليتنى أشعر بإنتعاش لذيذ .. وصلت القهوة وأخترت كرسى بره على الرصيف بس بعيد عن الباب عشان أبعد شوية عن الدوشة جوه القهوة .. بعد شوية جه اتنين شباب وقعدوا على التربيزة إلى جانبى .. الحقيقة أنا كنت سرحان فى أمور البيت والاولاد والشغل .. وفجأة صوت الشباب إلى جانبى خرجنى من أفكارى بجملة غريبة خليتنى أحس زى مايكون واحد ضربنى بطوبه على دماغى ...



- والله مكتوب إنهم عارضين النيل للبيع .. (ده كلام واحد من الاتنين ...)


- الشاب الثانى : ياراجل قول كلام غير ده .. نيل ايه الى هايبيعوه ؟؟


- الشاب الاول : هو أنا إلى باقول .. ده مكتوب هنا فى الجرنال ...


- الشاب الثانى : معقولة ده .. مكتوب إيه ..


- الشاب الاول : شوف ياسيدى .. مكتوب إن النيل معروض للبيع نظير مبلغ كويس .. مبلغ محترم يعنى .. والحكومة بتقول إنه بالمبلغ ده ممكن تزود مرتبات الموظفين وتعمل حد أدنى للأجور 1200 جنيه زى ماالشعب طالب .. يعنى تضرب عصفورين بحجر واحد .. تحقق إلى الشعب عايزو .. وتخلص من وجع الدماغ إلى عملاه دول منابع النيل وتدبس المستثمر إلى هايشترى معاهم ..


- الشاب الثانى : لو كان الكلام ده بجد يبقى لازم الحكومة تحط شروط على المستثمر .. النيل ده شئ مهم جدا للمصريين ..


- الشاب الاول : ياسيدى .. إيه المشكلة يعنى .. ماهو كده كده احنا بنشترى الميه من الحكومة .. وأسعارها بقت نار .. يمكن المستثمر يكون أحن علينا من الحكومة ويرخص الاسعار شويه عشان ينافس الميه المعدنية .. لاحظ إنه بعد ماتزيد المرتبات هايبقى الشعب كله أغنيا ويقدروا يشتروا الميه المعدنية ..


- الشاب الثانى : طيب والزراعة هانعمل فيها إيه ..


- الشاب الاول : ودى برضو مشكلة .. مية المجارى موجودة ولو ماكفتش يبقى الفلاحين يشترو شوية ميه من المستثمر وممكن فى الحالة دى يبيعو له شوية من المحصول .. واهو كله بيزنس ..


- الشاب الثانى : أنا برضو خايف من حاجة .. خايف يطلع المستثمر إلى ها يشترى زى إخوانا المستثمرين إلى أشترو القطاع العام برخص التراب وبعدين قفلو المصانع وباعوا أرضها وكسبوا قد إلى دفعوه 100 مرة .. خايف المستثمر يتفق مع دول المنابع وياخد منهم قرشين وينشفو النيل وهو يبيع الارض ويكسب أضعاف إلى دفعوا .. شوف بقى أرض النيل مساحتها قد إيه وتجيب كام ..


- الشاب الاول : دى تبقى مصيبة لوحصل كده ..


- الشاب الثانى : كل شئ جايز فى مصر الايام دى .. ماهى الحكومة (اللهم أحفظنا) إلى طابقة على نفس الناس دى مايهمهاش إلا إنها تبيع وتقبض والسماسرة كمان يقبضوا .. وتولع البلد بإلى فيها .. والله ياأخى أنا حاسس إنهم هايفضلوا يبيعوا كده لحد مايخلصوا البلد كلها وبعدين ياخدوا الفلوس ويكتو ونتعك إحنا فيها ..


- الشاب الاول : تعرف إنه فيه مشكلة تانية فى موضوع بيع النيل ده .. لو المستثمر عمل إلى إنت بتقول عليه ونشف النيل .. وأرض النيل إتباعت .. ساعتها العمارات والفنادق الكبيرة إلى عالنيل مش هاتبقى عالنيل وهاتبقى فى وسط المبانى وسعرها هاينزل .. أصحاب المبانى دى هايعملوا إيه ..


- الشاب الثانى : ساعتها يمكن أصحاب الفنادق والمبانى دى لما يسمعوا بالموضوع ده يتفقوا مع المستثمر ويدفعوا له ويخلوه يحول النيل لبحر !! وفى الحالة دى هو هايستفيد كتير جدا وهما كمان هايستفيدوا .. طبعا عمارات وفنادق عالبحر أغلى بكتير من لما تكون عالنيل .. والمستثمر كمان ممكن يعمل قرى سياحية على البحر (النيل سابقا) وشوف بقى الفايدة فى الصيف هاتكون إزاى وأهو كله بيزنس وإلى تغلب به العب به ..


- الشاب الاول : ياأخى إزاى كل ده يحصل .. هى البلد مافيهاش حكومه والا ايه ؟؟


- الشاب الثانى : حكومة مين ياعم .. الحكومة دى علينا إحنا بس .. بتتحكم فينا إحنا بس .. وبعدين زى ماقلتلك يمكن ساعتها يكونوا خلصوا بيع ولموا الغلة وكتو وسابونا لوحدنا بعد ما خربوها ..


- الشاب الاول : كفاية كده بقى أحسن حد يسمعنا والكلام كده هايطلع إلى مكتوم فى قلوبنا من غير ما نحس .. ونروح فى داهيه ..


- الشاب الثانى : طيب بس وحياة والدك بلاش كلمة كفاية أحسن دى تهمه لوحدها ....


- الشاب الاول : هه هه هه


وأنصرف الشابان .. ولكن صدى الكلام إلى قالوه فضل يرن فى دماغى .. هايبيعوا النيل .. هانموت من العطش .. الجوع مقدور عليه .. لكن العطش موت .. هايبيعو النيل .. هايبيعوا النيل ........


- مصطفى .. مصطفى .. انت بتحلم والا إيه .. (دى مراتى بتصحينى)


- خير اللهم اجعله خير .. ده ماكنش حلم .. ده كابوس فظيع .. كابوس طابق على نفسنا ومش عايز يغور .. وشكله كده مش هايغور لغاية مايقضى علينا !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!






هناك تعليق واحد: