الخميس، 6 مايو 2010

هوان الوطن

ثم ماذا عن هوان الوطن؟.. يقول الرئيس إن "الوطن ينعم بالعزة والكرامة والكبرياء".. ولكن أستاذ تاريخ الأدب الشهير د. الطاهر مكى يصدمنا بأن "حالاتنا الآن كالأندلس قبل سقوطها".. أصدقه.. قبل السقوط تصر إسرائيل على تغول المستوطنات، وتقتحم الأقصى، وتقرر ترحيل 70 ألف فلسطينى من الضفة الغربية، فنقابل ذلك كله مرة ببيان حكومى يعرب عن "القلق البالغ"، ومرة بخطب فى البرلمان تندب وتولول..
قبل السقوط تتآمر إسرائيل على مياهنا بالتواطؤ مع دول منابع النيل فلا نملك غير الشكوى، وتهدد السياحة فى سيناء بتحذير مواطنيها من خوض مخاطرها فلا نملك إلا النفى..
قبل السقوط يتسلل إلى أراضينا إسرائيلى مسلح فنعيده إلى الحدود سالما فى ذات اليوم الذى تصدر فيه أحكام بالسجن المؤبد فى قضية خلية حزب الله، تطالب منظمات دولية بإعادة النظر فيها.. قبل السقوط نقيم سورا فولاذيا بمساعدة أمريكا لنحكم مع إسرائيل الحصار على أهل غزة، ونفجر الأنفاق بيننا وبين القطاع، فى حين تعد تركيا سبع سفن لنجدة المحاصرين.
قبل السقوط تحذر دراسة لمجلس الوزراء من فجوة خطيرة فى إمدادات الغاز فى ٢٠٢٠ فنستمر فى ضخ الغاز لإسرائيل بأقل من تكلفة استخراجه، ممعنين فى تحدى أحكام القضاء التى قضت بزيادة سعره وتعديل كميته.. قبل السقوط يؤكد سفير مصر فى إسرائيل أنه لا يقيم فى دولة أعداء، نافيا بذلك تصريحا لوزير الخارجية وصف فيه إسرائيل بالعدو، وما كان لينفى إلا لأن التصريح سقط سهوا من فم الوزير الذى عادة ما تسقط من فمه الكلمات كما تتساقط النفايات من كيس زبالة مخروم.. قبل السقوط تصدر أمريكا التعليمات بإجراء مفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين، فنهرول للضغط على المظلوم مراضاة للظالم.. قبل السقوط تقود تركيا وإيران ومعهما إسرائيل المنطقة من شرقها لغربها، فى حين كنا نحن إلى عهد قريب أصحاب الكلمة والقدرة والمكانة.
وأخيرا وقبيل الدوى المروع للسقوط ترسل رئاستنا إلى إسرائيل تهنئة بعيد قيامها يوم نكبتنا، وذكرى اغتصاب أرضنا وانتهاك شرفنا وسفك دمنا.. ولا نكتفى.. نزيد فنستقبل اليوم نتنياهو فى شرم الشيخ، التى اعتاد الحضور إليها حتى للإفطار فى رمضان، بدلا من أن نقدمه ووزراءه للمحاكمة.
يا لهوان الوطن!

هذا جزء من مقال للأستاذ حمدى قنديل فى جريدة الشروق ..

اليست كل كلمة فى هذا المقال صحيحة بشهادة أغلب المصريين المنصفين وحتى بعض المواليين للنظام .. اين انت ياشعب مصر من كل هذا .. هل نجح النظام الى هذا الحد فى زرع الخوف فى قلوب الناس لدرجة أن الجميع يرى ويسمع ويفهم كل هذا الهوان ولكنه لا يستطيع النطق بكلمة كفاية علانية .. هذه الكلمة تصرخ بداخل الناس .. ولكنها تكبت خوفا وهلعا من تنكيل الظالم وزبانية جهنم من أعوانه .. ولكن ياشعب مصر العظيم .. الى متى .. الى متى سوف تنتظر .. الى أن يموت كل الشعب جوعا على أرصفة مجلس الشعب .. 

أهلى شعب مصر المطحون .. أذا سكتم اليوم فسيكون الموت جوعا غدا .. وأذا وقفتم فى وجه الظالم فسيأتيكم الموت على يد زبانيته .. ولكن شتان الفرق بين الميتتين .. فالاولى ميتة ذل وهوان .. والثانية ميتة عزة وكرامة .. وهذا الشعب العظيم يستحق العزة والكرامة ...   



















ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق